[شؤم الاقتراب من أهل البدع ومجالستهم والتحذير من ذلك]
قال: [وعن المغيرة قال: خرج محمد بن السائب وما كان له هوى -أي: أنه كان صاحب سنة ولم يكن صاحب بدعة- فقال: اذهبوا بنا حتى نسمع قولهم -أي: قول القدرية- فما رجع حتى أخذ بها، وعلقت بقلبه.
قال: وعن البتي قال: كان عمران بن حطان رجلاً من أهل السنة المتمسكين الداعين إليها، فقدم غلام من أهل عمان مثل البغل، فقلبه في مقعد -أي: في جلسة واحدة- ويقال: إن انقلاب عمران بن حطان ليس على يدي هذا الغلام، وإنما على يد امرأة جميلة تزوجها، وكانت من أهل القدر -أي: ممن تنكر القدر- فقال عمران: أتزوجها وأجتهد عليها].
وهذه شبهة أيضاً لإخوة يتزوجون بنات متبرجات، والمهم أنها بنت جميلة، وشعرها أصفر، وعيونها خضر، ويقول: هذه هي عروسة المستقبل، وأما مسألة الحجاب والنقاب فهذه مسائل سهلة نستطيع أن نجتهد عليها إن شاء الله، وإنما أخذ بلبه وفؤاده جمالها، وإذا بها تجتهد عليه فيترك الصلاة والصيام والالتزام وكل شيء.
فـ عمران بن حطان قال: أتزوجها واجتهد عليها أيما اجتهاد، لكن الذي حصل أنها أخرجته من السنة وأدخلته في البدعة، وذلك بعد أن كان داعية إلى السنة وليس سنياً فقط.
وقوله: (فقدم غلام من أهل عمان مثل البغل).
هذه صفة مشتركة بين أهل البدع جميعاً، إما في عقله، وإما في بدنه.
قال: [وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي عبد الله بن بسر -وكان من الخاشعين، ما رأيت قط أخشع منه-: ليس السنة عندنا أن ترد على أهل الأهواء، ولكن السنة عندنا ألا تلكم أحداً منهم].
هذا هو منهج أهل السنة، لذا ينبغي علينا أن نحذر من أهل البدع، فلا أحد ينتخب واحداً منهم، ولا أقول: نذهب ننتخب الباقين، لا، فنحن نعتقد أن هذا المجلس مجلس كفري لا ينبغي لمسلم قط أن يشارك فيه، والإمام الشافعي يقول: من شرع فاستحسن فقد أشرك، فهذا المجلس ليست له أدنى مشروعية في دين الله عز وجل، لكن إذا تحتم الأمر اتركوا الناس ينتخبون من أرادوا، لكننا نحذر دائماً من أهل البدع، والصراحة أن هذا رجل من أساتذة الشيعة الكبار هناك، فلماذا يدخل المجلس؟ حتى يؤصل للتشيع في داخل المجلس، ويطالب بحقوق الشيعة في البلد، ونحن لا نتعرض لـ رجب ولا لغيره من رءوس الشيعة هنا، وإنما نحذر منهم من بُعد؛ التزاماً بما كان عليه سلفنا في نهجهم مع أصحاب البدع.
قال: [ليس السنة عندنا أن ترد على أهل الأهواء، ولكن السنة عندنا ألا تلكم أحداً منهم؛ حتى لا تفتن].
قال: [وعن أيوب أنه قال: لست براد عليهم بشيء أشد من السكوت].
أي: إذا أردت أن تغيض واحداً منهم فلا ترد عليه، حتى ينصرف في الأخير وهو محروق القلب.