قال: [وقال أبو هريرة: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم: (فقلت: إني رجل شاب وأنا أخاف على نفسي العنت، ولا أجد ما أتزوج به النساء، فائذن لي يا رسول الله! أن أختصي، قال: فسكت عني، فأعدت عليه فسكت عني أربع مرات، ثم قال: يا أبا هريرة! قد جف القلم بما أنت لاق، فاختص على ذلك أو ذر)].
أي: اختصي أو اترك الخصاء فما تفعله يا أبا هريرة! مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والأرض.
[وعن عبد الله بن مسعود قال:(قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم متعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، فلن يعجل شيء قبل أجله، لو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار، وعذاب في القبر؛ كان خيراً وأفضل)].
[عن الأصمعي قال: مر أعرابي -وكان فصيحاً فاضلاً، وكان من أهل الخير- بقوم من أهل القدر يختصمون ويتناظرون، فقيل له: ألا تنزل فتجري معهم؟ -يعني: ألا تنزل تتكلم معهم في مسألة القدر، وتنظر في أي فريق فيهم تجلس؟ - فقال: هذا أمر قد اشتجرت فيه الظنون، وتقاول فيه المختلفون، والواجب علينا أن نرد ما أشكل من حكمه إلى ما سبق من علمه].
هذا القول هو ختام مسألة القدر، وبذلك يكون قد تم كتاب القدر، ويليه الكتاب الثالث وهو: الكلام عن الجهمية.
وإن شاء الله تعالى إذا فرغنا من كتاب الإبانة نبدأ في كتاب آخر من كتب السنة، وهو موسوعة في السنة، جمع كل كتب السنة المصنفة والمخطوطة بفضل الله عز وجل، ويبلغ خمسة عشرة مجلداً، وهو من تصنيف محدثكم العبد الفقير إلى الله تعالى.