[آثار ابن عمر وأبي الدرداء والعباس في أعمال الإيمان وأثرها]
قال:[وقال عبيد بن عمير: الإيمان هيوب].
أي: أن المؤمن مهاب بسبب إيمانه، إذ يجعل الله تعالى هيبته في قلوب الخلق.
قال:[قال أبو الدرداء: على الحق نور، وعلى الإيمان وقار].
قال: [وقال عباس بن عبد المطلب: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً)].
[قال ابن بطة: فهذه أخلاق الإيمان، وصفات المؤمنين، يزيد في العبد، ويقوى بقوتها وزيادتها، وينقص ويضعف بضعفها ونقصانها]، ثم قال:[وسأذكر الأفعال والأقوال التي تخرجه من إيمانه ويصير كافراً بها].
وهذا القول في غاية الأهمية؛ لأن بعض الناس يقولون: لا يكفر العبد إلا بالاستحلال، ومذهب أهل السنة والجماعة: أن العبد يكفر بالاستحلال وبالأعمال، والاستحلال شيء قلبي، والعمل شيء ظاهري، ولذلك قال الإمام هنا:(وسأذكر الأفعال والأقوال التي تخرجه من إيمانه ويصير بها كافراً)، وهذا يدل على أن الكفر والردة تكون بالقول والعمل والاعتقاد، قال:[وكل ذلك في نص التنزيل، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقول العلماء الذين هم الحجة والقدوة، وذلك خلاف مقالة المرجئة الذين حجبت عقولهم، وصرفت قلوبهم، وحرموا البصيرة، وأخطئوا طريق الصواب، أعاذنا الله وإياكم من دخول مذاهبهم].