[حكم وصف الله تعالى بالبقاء والقدم ومخالفة الحوادث]
السؤال
كثير من الإخوة يسأل: هل الله تعالى موصوف بالقدم والبقاء، والمخالفة للحوادث وغير ذلك من سائر هذه التصانيف التي صنفها الأشاعرة؟ الجوابك هذا كلام الأشاعرة وليس كلام أهل السنة، ومعاني هذه الأوصاف ثابتة لله عز وجل.
والأشعري لما يبحث في الكلام لكي يثبت وجود الله عز وجل يلف الكلام فيقول: بما أن هذا الكون مخلوق لله عز وجل، وأن الله تعالى هو الذي خلقه ولم يدع أحد أنه خلق هذا الكون، إذاً: الله تعالى هو الذي خلق هذا الكون، وما دام الله تعالى خلق هذا الكون فإن الله تعالى هو الذي خلق هذا الكون، وكلام ليس له طعم ولا لون ولا رائحة، ولما تأتي إلى كلام السلف تجده كلاماً جميلاً مرتباً حلواً ومقنعاً موافقاً للعقل، وإن لم يوافق العقل فاعلم أن العقل هو القاصر، وتنتهي القضية هكذا.
فالله تعالى أنزل شرعه ليتفق مع العقل والفطرة وإذا اصطدمت معك آية في كتاب الله أو حديث من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فاتهم نفسك فوراً، إما أن هذا النص لم يثبت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، أو أن العقل قاصر عن إدراك حقيقة هذا النص؛ لأنه لا يتصور إنسان عاقل يحترم عقله يقول: إن الله تعالى أنزل كلاماً يصادم به الفطرة ويصادم به العقل الصحيح، ولذلك صنف ابن تيمية كتاباً جليلاً عظيماً من أعظم ما ألف وهو:(درأ تعارض العقل والنقل).
يعني: استبعاد أي تعارض ينشأ بين النص الصريح والعقل الصحيح، مستحيل أن يكون بينهما تعارض، إنما التعارض ينشأ إذا لم يكن النص ثابتاً فحينئذ يصدم بالعقل، لأنه ليس من مشكاة النبوة، وهذا لا يتهم به الشرع ولا الوحي؛ لأنه ليس من الوحي، فكيف ننسبه إلى الشرع ابتداءً، أو أنه صحيح لكن العقل عجز عن إدراك معناه، ولا يمكن أن تعجز جميع العقول، فالذي عجزت أنت عنه أفهمه أنا، والذي عجزت عنه تفهمه أنت، وهكذا الناس في العلم يكمل بعضهم بعضاً.