مقابلة أهل الطاعة بأهل المعصية، وجزاء الصالحين بجزاء العاصين، فإن أطاع فله الجنة خالداً فيها، وإن عصى وتعدى حده فله النار خالداً فيها كذلك.
ثم قال: [وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}[النساء:١٠٥].
أي: بما يوافق الواقع الذي يعيشه العالم، فهذا الكتاب نزل بالحق لتحكم به يا محمد بين الناس بما أراك الله.
قال العلماء: إن الله عز وجل أنزل كتابه، وجعل لنبيه البيان، وأرسل نبيه وجعل لأهل العلم اجتهاداً، فلا غنى عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا عن سنته، كما أنه لا غنى لعامة الناس عن أهل العلم الذين يستنبطون من كلام الله عز وجل، وكلام النبي عليه الصلاة والسلام باجتهادهم، وبالأدوات التي ملكوها من الحِكَم والعظات والأحكام والفوائد من كلام الله عز وجل، ومن كلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
ثم قال: [وقال الله عز وجل: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}[المائدة:٩٢]].
أي: ليس على الرسول إلا البلاغ، فإن توليتم عن طاعته عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الله تبارك وتعالى يجازي من تولى بتوليه أن يصليه جهنم.
ثم قال: [وقال: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الأنفال:١]]، فجعل شرط الإيمان هو طاعة النبي عليه الصلاة والسلام.
ثم قال: [وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال:٢٤]].
فالحياة الحقيقية هي حياة الإيمان، ولا إيمان إلا بطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام.