للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان معنى الجور والظلم في كلام العرب]

قال: [وعن إياس بن معاوية قال: ما كلمت بعقلي كله من أهل الأهواء إلا القدرية -أي: ما استجمعت عقلي كله إلا مع القدرية- قلت: أخبروني عن الجور في كلام العرب ما هو؟ قالوا: أن يأخذ الرجل ما ليس له، قلت: فإن الله عز وجل له كل شيء].

فإذا كان الظلم والجور في كلام العرب هو أن يأخذ الرجل ما ليس له، فهل إذا حرم الله تعالى عبداً من عباده الهداية ورزقه الشقاء والضلالة؛ هل يكون الله تعالى قد ظلمه؟

الجواب

لا؛ لأن الهداية والضلال ملك لله عز وجل، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى، فلا ظلم على أحد قط.

قال: [وعن حبيب بن الشهيد قال: جاءوا برجل إلى إياس بن معاوية فقالوا: هذا يتكلم في القدر، فقال إياس: ما تقول؟ قال: أقول: إن الله عز وجل قد أمر العباد ونهاهم -أي: أمرهم بالخير ونهاهم عن الشر- وأن الله لا يظلم العباد شيئاً، فقال له إياس: خبرني عن الظلم تعرفه أو لا تعرفه؟ قال: بلى أعرفه، قال: فما الظلم عندك؟ قال: أن يأخذ الرجل ما ليس له، قال: فمن أخذ ما له ظلم؟ قال الرجل: لا، قال: الآن عرفت الظلم].

أي: أن الله تعالى إذا أخذ من العباد نعمة أو منحهم نعمة فإنه لم يأخذ ما لهم، والكل يدور بين فضل الله تعالى وبين عدله سبحانه وتعالى.