[تفسير عكرمة وميمون بن مهران لقوله تعالى (وأولي الأمر منكم)]
قال: [عن عكرمة في قول الله عز وجل: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء:٥٩].
قال: هما أبو بكر وعمر].
أي: بعد الرد إلى كتاب الله وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام نرد أمورنا كلها إلى أبي بكر وعمر.
وهذا الكلام له معنيان: الأول: أن ذلك كان في زمان عكرمة، ولم يكن الأمير في زمانه إلا ما كان من إمرة أبي بكر ثم من إمرة عمر رضي الله عنهم؛ لأن هذا الكلام محمول على أنه قاله في إمرة عمر، فولي الأمر في زمان عكرمة بعد النبي عليه الصلاة والسلام هو أبو بكر ثم عمر.
الثاني: أن يكون مقصود كلام عكرمة أنه يجب الرد إلى أولياء الأمور وخاصة الخلفاء الراشدين، فلما لم يكن من الخلفاء غير أبي بكر وعمر في زمانه أوجب الرد إليهما، وكأنه يدلنا على أصل أصيل من الأمور التي يجب على أصحاب الصحوة أن يحفظوها ويعوها جيداً، وهو أن أصول العلم كما قال ابن القيم: العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه فهذه أصول العلم عند أهل السنة والجماعة، الرد إلى الله عز وجل في كتابه، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وإلى سنته بعد مماته، وإجماع أهل العلم، وخاصة ما أجمع عليه الخلفاء الراشدون أو العشرة المبشرون رضي الله عنهم وعن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أجمعين.
قال: [وعن ميمون بن مهران في قول الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[النساء:٥٩] قال: الرد إلى الله إلى كتابه، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إن قبض إلى سنته] أي: وإن كان حياً فإلى شخصه وذاته الكريمة صلى الله عليه وسلم.