[كل شيء بقضاء وقدر]
قال: [وعن أيوب السختياني قال: أدركت الناس وما كلامهم: إلا وإن قضى وإن قدر].
أي: أن كل كلامهم: وإن قضى الله تعالى شيئاً كان، وإن قدر الله شيئاً كان.
[وعن سعيد بن عبد العزيز قال: قال المسيح عيسى بن مريم عليه السلام: ليس كما أريد، ولكن كما تريد].
أي: كان يقول لله: ليس الأمر كما أريد، ولكن الأمر كما تريد أنت.
قال: [وليس كما أشاء، ولكن كما تشاء.
وقال ابن مسعود: كل ما هو آت قريب، ألا إن البعيد ما ليس بآت، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخف لأمر الناس، ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الله أمراً ويريد الناس أمراً، ما شاء الله كان ولو كره الناس، لا مقرب لما باعد الله، ولا مبعد لما قرب الله، ولا يكون شيء إلا بإذن الله، أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وعن زيد بن أسلم قال: اشتد غضب الله على من يقول: من يحول بيني وبينه؟ قال الله عز وجل: أنا أحول بينك وبينه].
أي: بينك وبين مرادك.
[وعن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر رضي الله عنه يوم أصيب وعليه ثوب أصفر، فخر وهو يقول: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب:٣٨]].
أي: يعلم أن هذا الذي حدث له سابق في علم الله، وأنه بقدر.
[وعن الحسن قال: لما رمي طلحة بن عبيد الله يوم الجمل؛ جعل يمسح الدم عن صدره وهو يقول: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب:٣٨].
وعن أنس بن مالك قال: (خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما أرسلني في حاجة قط فلم تتهيأ إلا قال: لو قضى كان، أو قدر كان)].
أي: يبعث أنساً كي يأتي له بشيء، فيأتي أنس فيقول له: يا رسول الله! هذا الشيء لم يجهز، فيرد النبي صلى الله عليه وسلم: (لو قضى الله كان)، أي: لو أراد الله ذلك لكان، ولو قدره لكان.
[وعن أبي هريرة قال: جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخاصموه في القدر، فنزلت هذه الآية: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:٤٨ - ٤٩]].
فـ (شيء) نكرة في السياق الإثبات فتفيد العموم، و (كل) من ألفاظ العموم.
وهذا يدل على أن كل ما هو مخلوق قد خلقه الله عز وجل؛ لأنه لا خالق غيره ولا رب سواه، حتى العجز والكسل، بل وكل شيء.