للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الاحتفال بأعياد النصارى]

السؤال

هل من التشبه أن يحتفل بعض المسلمين بأعياد النصارى، كعيد شم النسيم وغيرها من الأعياد؟

الجواب

ليس للمسلمين إلا عيدان اثنان: عيد الفطر وعيد الأضحى، أما شم النسيم فهو عيد النصارى وليس من أعياد المسلمين، وأنتم تعلمون أن الأعياد عبادة من العبادات، وعقيدة من العقائد، وليس من الأحكام الشرعية فقط، فمن شارك النصارى في هذا العيد فإنما يشاركهم في جزء من اعتقادهم.

وقد صنف الإمام الذهبي كتاباً رائعاً جداً أسماه: نهي الخسيس عن التشبه بأهل الخميس، وهذا العيد يسمى عندهم بـ: عيد الخميس، والذهبي سمى كتابه هذا بـ: نهي الخسيس، يعني: أن من شاركهم فهو خسيس في عقيدته.

وهذا باب عظيم جداً من أبواب الولاء والبراء، فاتقوا الله عز وجل فلا تشاركوهم في شيء من أعيادهم قط لا بشم النسيم ولا بغيره، وإذا كان الأصل في البيض والكيك وغير ذلك الحل إلا أنه في هذا اليوم لا ينبغي للمسلم أن يتعمد شراءه؛ حتى لا يكون في هذا وجه من وجوه التشبه بهؤلاء.

كما أنه من البدع كذلك أن يخصص هذا اليوم بصيام أو قيام مخالفة لأهل الكتاب كما يزعم الزاعم، فيقول: إذا كان المشركون يحتفلون بشيء شركي من أعيادهم أو غير ذلك؛ فإنا نخالفهم بقيام الليل وصيام النهار! فهذا أيضاً بدعة، وإنما اجعل الأمور طبيعية جداً، فإذا كنت تصوم الإثنين والخميس وصيام ثلاثة أيام من الشهر فطبيعي: (إلا أن يكون صوم أحدكم فليصم)، لكن شخص طول عمره تارك للصيام وتارك للقيام، ثم يأتي في هذا اليوم بالذات ويقول: مخالفة للنصارى أنا أصوم! ومعاندة للنصارى أنا أقوم الليل! أو مخافة أن ينزل عذاب من السماء فيصيب الكل، فإذا نزل يدركني وأنا قائم أو أنا صائم! كل هذا من التخريف والبدع وإن قال بها من قال.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.