وقال محمد بن الوليد السمرقندي -إمام من أئمة الحنفية- في كتابه:(الجامع الأصغر): إذا أطلق الرجل كلمة الكفر عمداً لكنه لم يعتقد الكفر، أي: إذا أطلق الرجل كلمة الكفر متعمداً غير مكره، قال: قال بعض أصحابنا: لا يكفر؛ لأن الكفر يتعلق بالضمير، وهو لم يعقد الضمير على الكفر، وقال بعضهم: يكفر، وهو الصحيح عندي؛ لأنه استخف بدينه، واستغرب ممن لم يقل بكفره.
فإذا قال شخص: أنا كافر.
فهل نعذره بجهله؟ لا.
إذ إن الجهل والتأويل مسائل أصولية كلية لا يمكن أن تدخل تحت باب العذر، حتى الذين يعذرون بالجهل يعلمون هذه المسائل الكلية؛ لأنها معلومة من الدين بالضرورة.