[باب إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أمر الفتن الجارية، وأمره بلزوم البيوت ولزوم العقلاء بيوتهم]
إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى: [باب إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أمر الفتن الجارية، وأمره لهم بلزوم البيوت وفضل القعود، ولزوم العقلاء بيوتهم، وتخوفهم على قلوبهم من اتباع الهوى، وصيانتهم لألسنتهم وأديانهم].
هذا باب في غاية الأهمية، ويتعلق غالبه بموقف المسلم من الفتن، أي: إذا قامت فتنة عامة فماذا يكون على المسلم أن يتصرف، وكيف يتصرف والحالة هذه؟ الفتنة العامة بخلاف الفتن الخاصة، فالفتنة الخاصة لكل مسلم أن يتصرف فيها بمقتضى الشرع، لكن الفتن العامة هي البلاء العام الذي ينزل بالمسلمين يستأصل شأفتهم.