قال الشيخ ابن بطة:[فجميع الذي ذكرناه من القرآن، ورويناه من السنة والآثار، وما لم نذكره ولم نروه يدل العقلاء المؤمنين الذين سبقت لهم من الله العناية والهداية أن الأشياء كلها بقضاء الله وقدره ومشيئته سابق ذكرها في علم الله تعالى، وأنه لا مضل لمن هداه الله عز وجل، ولا هادي لمن أضله، ولا مانع لمن أعطاه، ولا معطي لمن منعه، وكذلك خطبه صلى الله عليه وسلم وكلامه، وخطب الصحابة والتابعين، وأئمة المسلمين، وكذلك في كلامهم ومحاورتهم، وكل ذلك دليل على أن القدرة والمشيئة والإرادة هي قدرة الله تعالى ومشيئته وإرادته].
[فعن عبد الله بن مسعود قال:(علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له -والشاهد هنا-، ومن يضلل فلا هادي له) إلى آخر الحديث.
وعن البراء قال:(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره، وكان رجلاً كثير الشعر صلى الله عليه وسلم، وهو يرتجز رجز عبد الله بن رواحة يقول: لاهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا)].