[الأحاديث الواردة في أن الغناء والفواحش تنبت النفاق في القلب]
قال:[وعن عبد الله بن مسعود قال: الغناء ينبت النفاق في القلب].
[وعن أبي وائل: أنه دعي إلى وليمة فرأى لعابين -أي: لهايين- فخرج وقال: سمعت ابن مسعود يقول: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل].
قال الشيخ ابن بطة:[فهذا عبد الله بن مسعود رحمه الله يعلمك أن استماع الغناء ينبت النفاق في القلب، يعني: مجرد استماع الغناء ينبت النفاق في القلب]؛ لأن عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا.
فلو كان قلب المسلم نقياً صافياً، ما شبع من كلام الله عز وجل.
قال:[فما ظنك بارتكاب الفواحش، والإصرار على الكبائر، والاستهانة بالموبقات التي تسخط الرب تعالى، فكم بقاء الإيمان المنزه معها سوءة لمن زعم أن الإيمان قول لا يضر قائله ترك الفرائض، ولا ينقصه ارتكاب الكبائر]؟ وهذا رد على المرجئة الذين يقولون: المؤمن هو المصدق، فمن صدق بالإيمان استوى إيمانه مع إيمان جبريل وميكائيل.
ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهذا الكلام في غاية السقوط والبطلان.
ونفاق العمل لابد وأنه واقع في الأمة، وليس يعني ذلك الإذن للأمة والرخصة بالبقاء على هذه الخصال المذمومة، وإنما هذا تحذير لهذه الأمة أن تتخلق بأخلاق المنافقين أو أن تتصف بصفاتهم.