قال:[وعن ابن الحنفية رحمه الله قال: لا تقوم الساعة حتى تكون خصومة الناس في ربهم].
وهذا قد وقع، فقد اختلفوا في الله عز وجل في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، وهذا هو الافتراق في الأمة الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام، وربما يكون قد أخبر به ليس على سبيل التهديد، وإنما على سبيل الخبر الحتمي الذي لابد أن يكون، وقد كان.
فقال صلى الله عليه وسلم:(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة).
فالمعلوم قطعاً أن هذه الفرق إنما خالفوا في أصل الدين، وأصل الدين متعلق بذات الله عز وجل، وبأسمائه وصفاته، وأفعاله، كما أنه متعلق كذلك بأصول الإسلام: من الشهادة، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، ومتعلق بأصول الإيمان: من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وكذلك متعلق بالغيبيات: من البعث والنشر، والحساب والجزاء، والصراط، والجنة والنار، وكل هذا الذي ذكرناه وغيره من أصول الإسلام، وقد وقع النزاع فيه بين هذه الفرق الضالة من ناحية، وبين أهل السنة والجماعة من ناحية أخرى.
فقول غير واحد من أهل العلم: إن الساعة لا تقوم حتى تكون خصومة الناس في ربهم، فالخصومة قد وقعت، وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم قد بحث هذه القضية بحثاً مفيداً موسعاً وبيّن أن جميع الفرق الثنتين والسبعين كلها قد ظهرت، ومن شاء أن يقف على كلامه فإن ذلك موجود في كتاب مجموع الفتاوى، ومنهاج السنة.