قال:[وجاء رجل إلى الخليل بن أحمد -وهو إمام كبير من أئمة اللغة، وله كتاب اسمه: العين، وهو من أعظم ما كتب في اللغة ومخارج الحروف- فقال للخليل بن أحمد: قد وقع في نفسي شيء من أمر القدر، فقال له الخليل: أتبصر من مخارج الكلام شيئاً -أي: هل تستطيع أن تبصر مخرج الحرف من الفم أو الشفتين أو اللسان أو الحلق؟ - قال: نعم، قال: فأين مخرج الحاء؟ قال: من أصل اللسان -أي: من أقصى اللسان- قال: فأين مخرج الثاء؟ قال: من طرف اللسان -الحاء في آخر اللسان من جهة الحلق، والثاء من طرف اللسان من جهة الفم- قال: فاجعل هذا مكان هذا وهذا مكان هذا، قال: لا أستطيع، قال: فأنت مدبَّر]، أي: أنت سائر بتدبير الله عز وجل لك، والأمر لا علاقة له بمشيئتك وإرادتك، وإنما بمشيئة الله تعالى وإرادته.