[أثر عون بن عبد الله:(قال لقمان لابنه: (يا بني أرج الله)]
قال:[وعن عون بن عبد الله قال: قال لقمان لابنه: يا بني ارج الله رجاءً لا تأمن فيه مكره].
أي: أرجه؛ لكن لا تأمنه أن يمكر بك، إذ إن الله عز وجل يمكر بالعبد إذا رجاه بغير عمل، لكن إن حقق العمل أولاً ثم رجا الله تعالى كان رجاؤه رجاءً شرعياً صحيحاً، فرجاء بغير عمل إنما هو تمن، أما عمل يعقبه رجاء فهو الرجاء الشرعي الممدوح عند أهل السنة.
قال:[يا بني ارج الله رجاءً لا تأمن فيه مكره، وخف الله خوفاً لا تيأس فيه من رحمته].
أي: لا بد أن يحقق العبد جانب الرجاء، لكن رجاءً لا يعطله عن العمل، كما أنه يجب عليه أن يخاف الله تعالى، لكن خوفاً منضبطاً بضوابط الشرع لا يؤدي به إلى اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل، فالأول شكر، والثاني كفر.
[فقال ابن لقمان لوالده: كيف أستطيع ذلك يا أبت! وإنما لي قلب واحد؟ قال: يا بني! إن المؤمن هكذا له قلبان: قلب يرجو به، وقلب يخاف به].
وهو في الحقيقة قلب واحد، لكنه يقوم بالوظيفتين: وظيفة الرجاء، ووظيفة الخوف.