[قوله تعالى:(اليوم ننساكم كما نسيتم)، وقوله (في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى)]
المسألة الخامسة عشرة: قول الله تعالى للكفار: {الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}[الجاثية:٣٤]، واليوم هو يوم القيامة، وقال في آية أخرى:{فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى}[طه:٥٢].
فأثبت الله تعالى في هذه الآية أنه لا ينسى، وفي الآية الأولى أثبت أنه ينسى.
قال الإمام: أما قوله تعالى: ((الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا))، فالنسيان بمعنى الترك في النار، فيكون التقدير: فاليوم نقذفكم في النار كما تركتم العمل لهذا اليوم، والإيمان بهذا اليوم.
وأما قوله:((فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى))، أي: لا يذهب من علمه ولا حفظه، ولا ينساه المولى عز وجل؛ لأن النسيان صفة نقص لا تليق إلا بالمخلوق، أما العلم التام الكامل المطلق فهو صفة من صفات الله عز وجل.