للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب ذكر ما أعلمنا الله تعالى أن مشيئة الخلق تبع لمشيئته]

قال: [الباب الرابع: ذكر ما أعلمنا الله تعالى أن مشيئة الخلق تبع لمشيئته، وأن الخلق لا يشاءون إلا ما شاء الله عز وجل].

ومعنى ذلك: أن الله أذن أن يكون للعبد مشيئة، وله تعالى مشيئة، لكن شتان بين مشيئة العبد ومشيئة المعبود سبحانه وتعالى، والشاهد: أن الله تعالى أثبت أن لعبده مشيئة، وأن لعبده إرادة: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} [الأنفال:٦٧]، فكلمة (تريدون) فيها إثبات الإرادة للعبد، وقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان:٣٠]، أثبت الله للعبد مشيئة، لكن مشيئة العبد داخلة تحت مشيئة الله، بمعنى: أن العبد لا يشاء شيئاً إلا إذا قدره الله تعالى وشاءه للكون، فإذا كان خيراً فمشيئة شرعية، وإذا كان شراً فمشيئة كونية، على خلاف بين أهل العلم، هل المشيئة هي الإرادة، أم أنهما متباينان مختلفان؟ وأن الخلق لا يشاءون إلا ما شاء الله عز وجل.