عفواً، ليست عقيدة أهل الفلسفة الإسلامية في دار العلوم عقيدة أشعرية، بل هي عقيدة أهل السنة والجماعة، ويحفل هذا القسم بعلماء سلفيين نافحوا ودافعوا عن العقيدة الصحيحة، مثل الشيخ: مصطفى حلمي، والدكتور: حسن الشافعي.
الجواب
لا يا أخي! وإذا قبلت ذلك في الدكتور مصطفى حلمي؛ فأنا متأسف جداً أن أقبل هذا في الدكتور حسن الشافعي، فإن كتبه موجودة بين أيدينا، فتارة يصير إلى مذهب الخوارج، وتارة إلى الشيعة، وتارة إلى المعتزلة، ومعظم أقواله هي أقوال الأشاعرة، بل يرى كل شيء إلا أن يرى سلفياً أمامه، وإذا كان هذا موطن خلاف بيني وبينك فتفضل، وأنا عندي كتب الأستاذ حسن الشافعي وقد درسني، وأنا أعلم أنه ليس موجوداً في هذه البلاد، لكنه قد درسني في الدراسات العليا في دار العلوم وقال كلاماً في غاية الغرابة في وجود أخي الدكتور جمال السنوتي، والدكتور أكرم أستاذ موجود حي يرزق، والأستاذ الشيخ: محمد عارف السجوري في أنصار السنة وهو معنا، وبقية الدفعة لا أذكرها الآن.
قال الدكتور حسن الشافعي: أما قول مالك: الاستواء معلوم فأنا أوافقه على ذلك، والكيف مجهول أنا أوافقه على ذلك، فقلت له: يا دكتور حسن! ما معنى الكيف مجهول؟ فأقسم بالله الذي في السماء أنه قال: الكيف مجهول على الله! فقلت: كيف يجهل الله تعالى ذاته؟ قال: إما أن تسكت وإما أن تخرج من المحاضرة، فقلت: بل أخرج، فخرجت فتلقاني من هو شر منه أحمد شلبي، فقال: اهدأ يا رجل! وأخذني إلى المكتبة، وقال لي: أنت لم تر آخر الأبحاث؟ فقلت له: لا، فقال لي: آخر الأبحاث في عيسى بن مريم، قلت له: وماذا فيها؟ قال: ألم تسمع أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن عيسى قد قتل، قلت له: هذه أبحاثك، وأنت لا يأتي منك إلا كل شر، فوقف وانتفض، قلت له: إذا تكلمت كلمة سأرد عليك، فجلس يصيح، وأنا إذا أردت أن أنسحب من قولي فأنسحب منه فعلاً؛ لأنني متأكد أن معظم أساتذة ودكاترة العقيدة في دار العلوم الآن سلفية وأفاضل جداً، ويكفي وجود الدكتور مصطفى حلمي بالقسم، وهذا دين لا يحابى فيه أحد، ورغم بعض الزلات للدكتور مصطفى حلمي التي وافق فيها الأشاعرة، لكن الرجل محب للسلف وعقيدة السلف، فإذا أخطأ في شيء فأظن أنه أخطأ فيه بغير علم، والله تعالى يعفو عنا وعنه.