شرح كتاب الإبانة - الإيمان بأن الله كتب على آدم المعصية قبل أن يخلقه
لقد خلق الله تعالى آدم عليه السلام ونهاه عن أكل الشجرة، وعلم أنه سيأكل منها قبل أن يخلقه، وهكذا سائر المعاصي والشرور علمها الله تعالى قبل أن يخلقها؛ لأنه لا يكون شيء في ملكوت الله تعالى إلا بعلمه وتقديره، خيراً كان أو شراً، وفي هذا رد على الذين يقولون: إن الله تعالى لم يخلق الشر ولم يرده، وأن العبد يخلق فعل نفسه، وهم القدرية الذين شابهوا المجوس، ومن نحا نحوهم، ولذلك لما تحاج موسى وآدم حج آدم موسى؛ لأنه احتج بقدر الله على معصيته بعد أن تاب منها، أو على مصيبة خروجه من الجنة، فذكر أن كل ذلك كان بقضاء الله تعالى وقدره.