[عن ابن عون قال: أدركت الناس وما يتكلمون إلا في علي وعثمان رضي الله عنهما].
وقول ابن عون:(أدركت الناس) أي: أهل العلم لا يتكلمون إلا في التفضيل بين علي وعثمان، وأيهما أفضل؟ وهذه المسألة قد اختلف فيها السلف، يعني: حتى أهل السنة اختلفوا في هذه القضية في أول الأمر، ثم أجمعت الأمة على أفضلية عثمان على علي، وقد انعقد الإجماع إلى يومنا هذا، ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة؛ لأن الشيعة ابتداء يكفرون عثمان بن عفان، كما يكفرون أبا بكر وعمر.
وقد انعقد الإجماع بغير خلاف في أحقية عثمان في الخلافة، وإنما الذي وقع بين أهل السنة الخلاف فيه هو في الأفضلية، وإمامة المفضول تجوز مع وجود الفاضل، حتى لا يقال: إذا كان علي أفضل من عثمان فلم تقدم عثمان في الخلافة؟ لأنا نقول: الخلافة إمامة، وإمامة المفضول تجوز مع وجود الفاضل، وإن كنا نعتقد اعتقاداً جازماً -كما انعقد على ذلك الإجماع بعد ذلك- أن الخلفاء الأربعة ترتيبهم في الأفضلية على نفس ترتيبهم في الخلافة.