للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تدريس الرجال للنساء في حلقات القرآن]

السؤال

هل يجوز عمل حلقة لتعليم القرآن للنساء، مع العلم بأن المعلم سوف يجلس بعيداً عنهن بحوالي مترين؟

الجواب

الحقيقة أن مساجد الجمعية الشرعية ابتليت بهذا، وأنا أريد أن أعرف سر شرط كشف المرأة وجهها أمام الشيخ، أو أن يجعل بين الشيخ وبين المتعلمة ستار، فلابد أنه سينظر إلى وجهها، وينظر إلى شكلية مخارج الحروف حين تخرج من لسانها؛ وكل ذلك بحجة أنه لا يوجد دليل صريح على مشروعية تغطية الوجه، مع أن أعظمها صراحة الأمر بغض البصر، وبالتأكيد هو لن يغض بصره.

وقد تأتي شبهة أخرى إذ يقول: إن هذا الثوب كثيف، فنقول: نعم، كثيف، لكنه جميل، فهذا الرجل الجميل تفتن المرأة به، وهل تتصورون أن الفتنة متعلقة بالعين فقط؟ بل إن فتنة الصوت أعظم من فتنة الوجه، فالرجل يسمع على التلفون مثلاً امرأة صوتها ناعم، وكذلك هي تتكلف الرقة في كلامها وتخضع في قولها، فلا شك أن هذا باب عظيم جداً من أبواب الفتنة لا علاقة له بالنظر، فأرجو أن يدرس النساء النساء فقط.

وأظن أن هذا إن شاء الله متوفر في كل حلقة، وفي كل مكان، وهذا من رحمة الله عز وجل بهن أنه جعل في كل حي أختاً حافظة للقرآن الكريم، وعندها شيء من السنن والفقه، فلا بأس أن يجتمع عليها النساء ويدرسن عندها.

فالأصل من الأخت أن تحفظ من القرآن، ومن السنة، ومن الفقه ما ينفعها في حياتها؛ لأنه مع أول مولود تنتهي أسطورة التعليم، وإذا أصرت على مواصلة تعليمها على هذا النحو فلابد أن يكون على حساب بيتها، وعلى حساب زوجها، وعلى حساب أولادها، ولست أقول: صدوا الأخوات عن طلب العلم، لا، لكنني أقول: تأخذ الأخت من العلم قدر ما يقيم لها دينها، وهذا يصلح على يد امرأة لا على يد الرجل، والله تعالى أعلم.