[تفسير الفطرة في حديث:(كل مولود يولد عل الفطرة) بالإسلام مذهب القدرية عند ابن بطة رحمه الله]
لقد اعتبر الإمام ابن بطة أن من فسر الفطرة بالإسلام فهو قدري، أي: من القدرية؛ لأن الفطرة بمعنى: ابتداء الخلق وأخذ الميثاق، ومن قال: إن الفطرة هي الإسلام فقد حاد الله تعالى، وحاد الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأن الحديث يقول:(فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ويشركانه).
إذاً: الذي يكون في يده التهويد هو الأب إذا كان يهودياً، وينصره إذا كان نصرانياً، ويمجسه إذا كان مجوسياً بغير إرادة الله وقدرته.
ولذلك قال:[الذي يقول بأن الفطرة هي الإسلام يقول: إن مشيئة الأبوين أغلب من مشيئة الله]، أي: أراد الله له الإسلام وأراد الوالدان له اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو الشرك، وكأنه -أي: من يقول: إن الفطرة هي الإسلام- يقدم قدرة الوالدين على قدرة الله، ويغلب إرادة الوالدين على إرادة الله؛ لأن الله أراد له الإسلام وخلقه على الإسلام، لكن مشيئة الأبوين كانت أغلب من مشيئة الله، بدليل: أنهما هوداه أو نصراه أو مجساه أو شركاه، هذا فهم ابن بطة لهذه القضية.