[منهج عمر بن عبد العزيز في مسألة كتابة أعمال العباد وقدر الله السابق]
وخطب عمر بن عبد العزيز فقال: يا أيها الناس! من أحسن منكم فليحمد الله -أي: من وفق للطاعة فليحمد الله تعالى على ذلك-، ومن أساء فليستغفر الله، ثم إذا أساء فليستغفر الله، ثم إذا أساء فليستغفر الله، ثم إذا أساء فليستغفر الله، مع أني قد علمت أن أقواماً سيعملون أعمالاً وضعها الله في رقابهم، وكتبها عليهم].
وهذا يدل على أن الخير والشر من عند الله عز وجل.
قال:[وعن عمر بن ذر قال: سمعت عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: لو أراد الله ألا يعصى لم يخلق إبليس].
لأن إبليس وراءه الشر، لكن الذي خلقه هو الله عز وجل؛ لأنه لا خالق غيره، ولا رب سواه، فهو رب كل شيء ومليكه، إذاً: أراد الله تعالى أن يعصى، ومعنى أراد أن يعصى: أنه لا يعصيه أحد إلا إذا أراد هو سبحانه وقوع هذه المعصية، وقدر هذه المعصية قدراً كونياً لا شرعياً دينياً.
قال: [فقد فصل لكم وبين لكم ما أنتم عليه (بفاتنين) بمضلين، إلا من قدر له أن يصلى الجحيم].
قال:[وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يقول في دعائه: وإنك إن كنت خصصت برحمتك أقواماً أطاعوك فيما أمرتهم به، وعملوا لك فيما خلقتهم له؛ فإنهم لم يبلغوا ذلك إلا بك -أي: فإنهم لم يوفقوا إلى هذه الطاعة والعمل بالمشروع إلا بك -ولم يوفقهم لذلك إلا أنت، كانت رحمتك إياهم قبل طاعتهم لك].
يعني: أنت كتبت لهم الطاعة والرحمة قبل أن تخلقهم، وقبل أن يعملوا من الأعمال شيئاً.