[عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما هما اثنتان: الكلام والهدي -أي: الكلام والسنة والطريقة والهداية- فأحسن الكلام كلام الله)] {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}[النساء:١٢٢]{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}[النساء:٨٧] إذاً: الله تعالى يتكلم ويتحدث، فأحسن الكلام كلام الله، [(وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم)].
وأما قوله:(إنما هما اثنتان) من قول ابن مسعود، فالكلام هو كلام الله عز وجل وهو أحسن الكلام، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
قال: [(ألا وإياكم -أسلوب تحذير- ومحدثات الأمور، فإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)].
قال البيهقي: والظاهر أن ابن مسعود أخذ هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، أي: أخذ هذا القول: (إنما هما اثنتان الكلام والهدي) من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن حجر: هكذا رأيت هذا الحديث في جميع الطرق موقوفاً على ابن مسعود.
وقد ورد بعضه مرفوعاً من طريق أبي الأحوص عن ابن مسعود وأخرجه صاحب السنن، وجاء أكثره مرفوعاً من حديث جابر، وهو عند مسلم وأبي داود والنسائي وأحمد وابن ماجه، وذكر الحافظ هذا في الفتح.
ثم قال في شرحه للحديث في كتاب (الاعتصام) أن هذا الحديث له حكم الرفع؛ لأن هذا الكلام لا يقال من قبل الرأي، أي: لا مدخل للرأي فيه، فلا بد أن يكون مستنده المعصوم عليه الصلاة والسلام.
ولذلك قال: لأن فيه إخباراً عن صفة من صفاته صلى الله عليه وسلم، وهو أن هديه خير الهدي، وهو أحد أقسام المرفوع.
وقل من نبه على ذلك.
وأما حديث جابر المرفوع في صحيح مسلم:(إنما هي اثنتان: الكلام والهدي) فهو كذلك في باب تخفيف الصلاة والخطبة من كتاب الجمعة عند الإمام مسلم.