قال:[وإن مأخذه لقريب لمن أراد الله هداه، ولم تكن الخصومة والجدل هواه، ولولا أن يأخذ الأمر من غير مأخذه، أو يتبع فيه غير سبيله؛ فإن الله تعالى لا بد كاشف عوراتهم، وإن حجتهم لداحضة، دانوا الله بغير دين واحد، بل دانوا بأديان شتى، يمسون على دين ويصبحون به كافرين].
يعني: يدينون الله تعالى في المساء بدين معين، فإذا أصبح عليهم الصباح اختلفوا فيما اتفقوا عليه بالأمس؛ فتفرقوا، فكفر بعضهم بعضاً، فهم يمسون على دين معين، ثم يصبحون بهذا الدين كافرين؛ لأنهم قد ضلوا السبيل، وضلوا منهج التلقي وهو الكتاب والسنة؛ فتلقوا هذا الدين الذي كفروا به بعد ذلك من وحي عقولهم، ومن وحي شياطينهم، وما وافق هواهم، ووافق شهواتهم، وأما إن وافق الكتاب والسنة، فإن هذا هو المصدر الحق، ولا يمكن أن يختلف؛ لأن الحق واحد، ومشكاة الحق واحدة لا تخطئ قط، {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}[النساء:٨٢] أي: القرآن الكريم، فلما لم يجدوا فيه اختلافاً كثيراً ولا قليلاً؛ تبين أنه من عند الله عز وجل.