وقال أبو الفرج بن الجوزي: إن عبد الله بن أبي -زعيم المنافقين- ورهطاً معه كانوا يقولون في رسول الله وأصحابه ما لا ينبغي، فإذا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: إنما كنا نخوض ونلعب، يعني: يا محمد سامحنا نحن لم نكن نقصدك، نحن كنا نلعب مع بعضنا، فقال الله تعالى: قل لهم يا محمد: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}[التوبة:٦٥]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ}[التوبة:٦٥]، أي: عما كانوا فيه من الاستهزاء، {لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}[التوبة:٦٥] أي: نلهو بالحديث، فقل لهم يا محمد:{قَدْ كَفَرْتُمْ}[التوبة:٦٦]، أي: قد ظهر كفركم بعد إظهاركم الإيمان، وهذا يدل على أن الجد واللعب في إظهار كلمة الكفر سواء.