[أحاديث أبي ذر وجرير بن عبد الله في تفسير الإيمان بالعمل]
[وعن مجاهد (أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان؟ فقرأ عليه هذه الآية:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ}[البقرة:١٧٧] إلى آخر الآية)].
وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بني الإسلام على خمس) ولم يقل الإيمان، لكن هل الإسلام إذا ذكر وحده في هذا الدليل شمل معه الإيمان أم لا؟ أنا قلت إنهما إذا ذكرا جميعاً في دليل واحد كان لكل منهما مدلوله، وإذا ذكر واحد اشتمل على الآخر.
ففي حديث [جرير البجلي يقول: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله)]، ولم يذكر شهادة أن محمداً رسول الله للزومها واقترانها؛ لأنه لا يقبل من أحد توحيد إلا إذا آمن بالرسول عليه الصلاة والسلام [(وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)].
[وعن جرير قال:(بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم، وعلى فراق الشرك) أو كلمة هذا معناها].
وحديث [جرير قال:(خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا -أي: يسرع نحونا- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأن هذا الراكب إياكم يريد، فانتهى إلينا الرجل فسلم، فرددنا عليه السلام، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: من أين أقبلت؟ قال: من أهلي وولدي وعشيرتي قال: فأين تريد؟ قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: قد أصبته! قال: يا رسول الله علمني ما الإيمان؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت قال: قد أنذرت)].