وقال عماد الدين الهراسي الشافعي في أحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}[التوبة:٦٥] فيه دلالة على أنه اللاعب والخائض سواء في إظهار كلمة الكفر على غير وجه الإكراه؛ لأن المنافقين ذكروا أنهم قالوا ما قالوه لعباً، فأخبر الله تعالى عن كفرهم باللعب بذلك، ودل أن الاستهزاء بآيات الله تعالى كفر، فلو أتى شخص الآن يستهزئ بآية من آيات الله عز وجل، فنقول له: أنت كافر بذات الاستهزاء لا بعلامة قلبية تدل على كفرك، يعني: الاستهزاء وحده الذي هو إما عمل جوارح أو قول لسان يكفر به القائل أو العامل، وإن لم يكن مستحلاً لذلك اعتقاداً.