للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني النضير ساروا إلى خيبر، فخرج نفر من أشرافهم ووجوههم إلى مكة، فالتقوا [١] قريشا ودعوهم إلى الخروج، واجتمعوا معهم على قتاله، وواعدوهم لذلك موعدا، ثم خرجوا من عندهم فأتوا غطفان وسليم ففارقوهم على مثل ذلك، وتجهزت قريش وجمعوا أحابيشهم ومن تبعهم من العرب، فكانوا أربعة آلاف، وعقدوا اللواء في دار الندوة، وحمله عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، وقادوا معهم ثلاثمائة فرس، وألف وخمسمائة بعير، وخرجوا يقودهم/ أبو سفيان ووافتهم بنو سليم بمرّ الظهران، وهم سبعمائة يقودهم سفيان بن عبد شمس، وخرجت معهم بنو أسد يقودهم طلحة بن خويلد وخرجت فزارة وهم ألف، يقودهم عقبة بن حصين، وخرجت أشجع وهم أربعمائة يقودهم مسعود بن رخيلة، وخرجت بنو مرة، وهم أربعمائة يقودهم الحارث بن عوف.

وروى الزهري أن الحارث رجع ببني مرة، فلم يشهد الخندق منهم أحد، والأول أثبت.

وكان جميع من وافوا الخندق [ممن ذكر] [٢] من القبائل عشرة آلاف، وهم الأحزاب، وكانوا ثلاثة عساكر، والجملة بيد أبي سفيان فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصولهم من مكة، ندب الناس، وأخبرهم خبرهم وشاورهم، فأشار سلمان الفارسي بالخندق، فأعجب ذلك المسلمين وعسكر بهم رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إلى سفح سلع [٣] ، وجعل سلعا خلف ظهره، وكان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم. ثم خندق على المدينة، وجعل المسلمون يعملون مستعجلين يبادرون قدوم عدوهم، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلّم معهم بيده لينشطوا، ففرغوا منه في ستة أيام [٤] .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:


[ () ] قَالَ الزرقاني: «واختلف في تاريخها، فقال موسى بن عقبة في مغازيه التي شهد مالك والشافعيّ بأنها أصح المغازي، كانت سنة أربع، قال الحافظ: وتابعه على ذلك الإمام مالك» .
[١] في الأصل: فالتقوا، وما أوردناه من أ، وابن سعد.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ، وابن سعد.
[٣] الجبل المعروف الّذي بسوق المدينة. (وفاء ألوفا ٢/ ٣٢٤) .
[٤] إلى هنا انتهى النقل من ابن سعد ٢/ ١/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>