للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومائة]

فمن الحوادث فيها مسير مروان بن محمد إلى الشام [١] . وقد ذكرنا أنه خرج بعد مقتل الوليد بن يزيد مظهرا أنه ثائر بالوليد منكر لقتله، ثم لما كاتبه يزيد عاد فبايع له، وبعث بذلك جماعة من وجوه الجزيرة منهم محمد بن علاثة، فأتاه موت يزيد، فأرسل إلى ابن علاثة فردهم من منبج، وشخص إلى إبراهيم بن الوليد، فلما انتهى إلى قنسرين دعا الناس إلى مبايعته، ثم توجه إلى حمص، وكانوا قد امتنعوا حين مات يزيد أن يبايعوا إبراهيم، فوجه إبراهيم لهم عبد العزيز في جند أهل دمشق، فحاصرهم في مدينتهم، وأغذ مروان السير، فلما دنا من مدينة حمص رحل عبد العزيز عنهم، وخرجوا إلى مروان فبايعوه وساروا معه.

ووجه إبراهيم بن الوليد مع سليمان بن هشام عشرين ومائة ألف، فلقيهم مروان في نحو من ثمانين ألفا، فاقتتلوا. وبعث مروان أقواما فقطعوا الشجر وعقدوا على نهر هناك جسورا، فعبروا إلى عسكر سليمان من ورائهم، فلم يشعروا إلا بالخيل فانهزموا وقتل منهم نحوا من ثمانية عشر ألفا.

وفي هذه السنة: دعا عبد الله بن [٢] معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى نفسه بالكوفة، وحارب بها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، فهزمه عبد الله [بن


[١] تاريخ الطبري ٧/ ٣٠٠.
[٢] تاريخ الطبري ٧/ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>