في أثره، فقال له: الآن قد خرجت فسلني حاجة، فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا، فقال له: ما سألت من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها.
توفي سالم بالمدينة فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وصلى عليه هشام بن عبد الملك مقدمه المدينة ودفن بالبقيع.
٥٨٤- طاووس بن كيسان اليماني، ويكنى أبا عبد الرحمن، مولى لهمذان [١] :
حج أربعين حجة، وجالس سبعين من أصحاب رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
أخبرنا أبو بكر العامري، قال: أخبرنا علي بن صادق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله بْن باكويه، قال: حدثنا عبد الواحد بن بكر، قال: حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن روح، قَالَ: حدثنا أحمد بن حامد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أبيه قال:
صلى وهب بن منبه وطاووس اليماني الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.
أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي بإسناده عن أبي بكر بن عبيد، قال: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق بن داود بن إبراهيم:
أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج، فدق الناس بعضهم بعضا، فلما كان السحر ذهب عنهم، فنزل الناس يمينا وشمالا فألقوا أنفسهم فناموا، وقام طاووس يصلي، فقال له ابنه: ألا تنام فقد نصبت الليلة؟ فقال طاووس: ومن ينام السحر.
أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا أبو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، قال:
قدم طاووس مكة فقدم أمير فقيل له: إن من فضله، ومن، ومن، فلو أتيته، قال: ما إليه من حاجة، قالوا: إنا نخافه عليك، قال: فما هو كما تقولون.
[١] طبقات ابن سعد ٥/ ٣٩١، وطبقات خليفة ٢٨٧، والتاريخ الكبير ٤/ ٣١٦٥، والجرح والتعديل ٤/ ٢٢٠٣، وتذكرة الحفاظ ١/ ٩٠، وتهذيب التهذيب ٥/ ٨، والبداية والنهاية ٩/ ٢٦٣.