للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره؟

فقال: أنصفتم [١] . فجلس فكلمه مصعب وعرض عليه الإسلام، وتلى عليه القرآن، فقال: ما أحسن هذا وأجمله، كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين؟

قالا له: تتطهر، وتطهر ثيابك، وتشهد بشهادة الحق [٢] . ففعل وخرج، وجاء سعد بن معاذ، فعرض عليه مصعب الإسلام فأسلم، ثم جاء حتى وقف على بني عبد الأشهل فقال: أي رجل تعلمونني؟ قالوا: نعلمك والله خيرنا وأفضلنا، قال: فإن كلام نسائكم ورجالكم علي حرام حتى تؤمنوا باللَّه وحده وتصدقوا محمدا. فو الله ما أمسى في دار بني [٣] عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما، ولم يزل مصعب يدعو الناس إلى الإسلام حتى كثر المسلمون وشاع الإسلام، ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة/ قبل بيعة العقبة الثانية

. ذكر الحوادث التي كانت في سنة ثلاث عشرة من النبوة

من ذلك:

[[ذكر العقبة الثانية]]

[٤] خروج رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إلى الموسم، فلقيه جماعة من الأنصار، فواعدوه بالعقبة من أوسط أيام التشريق، فاجتمعوا فبايعوه.

قال كعب بن مالك [٥] : خرجنا في حجاج قومنا حتى قدمنا مكة وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من أوسط أيام التشريق [فلما فرغنا إلى الحج، وكانت الليلة التي واعدنا


[١] في الطبري، وابن هشام (١/ ٤٣٦) : «أنصفت» .
[٢] في الطبري وابن هشام: «فقالا له: تغتسل، فتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين» .
[٣] في أ: «ما أمسى من ذلك اليوم في دار» .
[٤] طبقات ابن سعد ١/ ٢٢١، وسيرة ابن هشام ١/ ٤٣٨، وتاريخ الطبري ٢/ ٣٦٠، ودلائل النبوة ٢/ ٤٤٢، والدر لابن عبد البر ٦٨، وتاريخ الإسلام للذهبي ٢/ ٢٠٠، والبداية والنهاية ٣/ ١٥٠، وابن سيد ١/ ١٩٢، والنويري ١٦/ ٣١٢، وألوفا ٣٠٧.
[٥] الخبر في سيرة ابن هشام ١/ ٤٣٩، وتاريخ الطبري ٢/ ٣٦٠، ودلائل النبوة ٢/ ٤٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>