للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلي، فما كان في عمري يوم أطيب من يومي هذا، فلما كان في هذا الوقت جاءني رسول أمير المؤمنين فأزعجني، وقطع علي لذتي، فلما صرت إلى هذا المكان دعا هذا الغلام صاحب الطبق باسم تلك الجارية، فارتحت لندائه، ووقفت فقلت: أصابك ما أصاب أخا بني عامر حيث يَقُولُ:

وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى ... فهيج أحزان الفؤاد وما يدري

دعا باسم ليلى غيرها فكأنما ... أطار بليلى طائرا كان في صدري

فَقَالَ: اكتب لي هذين البيتين. فعدلت لأطلب ورقة أكتب له هذين البيتين فيها فلم أجد، فرهنت خاتمي/ عند بقال، وأخذت ورقة، وكتبتهما فيها، وأدركته بها، فقال لي: ارجع إلى منزلك. فرجعت، ونزلت، فقال لي الخادم: اعطني خاتمك أرهنه.

فقلت: رهنته. فما أمسيت حتى بعث إلي بثلاثين ألف درهم جائزة، وعشرة آلاف درهم سلفا لسنة من رزق أجراه لي [١] .

أخبرنا ابن ناصر الحافظ، أَخْبَرَنَا المبارك بْن عَبْد الجبار، أخبرنا محمد بن عبد الواحد بْن مُحَمَّد، أخبرنا جعفر، أخبرنا أبو عمرو بن حيوية، أخبرنا أَبُو عبد الله الحكيمي، حدثنا أَبُو الفضل ميمون بن هارون، حدثني عبد الله بن الحسين العلوي قَالَ: أتيت الفضل بن يحيى فاجلسني معه وأكرمني، فكلمته في ديني ليكلم أمير المؤمنين في قضائه عني. قال: فكم دينك؟ قلت: ثلاثمائة ألف درهم. قَالَ: نعم.

فخرجت من عنده وأنا مغمور لضعف رده، فمررت ببعض إخواني مستريحا إِلَيْهِ، ثم صرت إلى منزلي، فوجدت المال قد سبقني.

١٠٥٥- محمد بن أبي أمية بن عمرو، مولى بني أمية بن عبد شمس

[٢] .

أصله من البصرة، وله إخوة وأقارب كلهم شعراء، وقد اختلطت أشعارهم، واختلفت الروايات في أنسابهم، إلّا أن محمد بن أمية أشهرهم ذكرا، وأكثرهم شعرا، والباقون أشعارهم نزرة [٣] جدا. ومحمد بن أمية شاعر منهم، اختلط شعره بشعر عمه، فلم يفرق أكثر الناس بينهما/.


[١] تاريخ بغداد ١٢/ ٣٣٤، ٣٣٥.
[٢] تاريخ بغداد ٢/ ٨٦، ٨٧. والبداية والنهاية ١٠/ ٢١٢.
[٣] في الأصل (نزيرة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>