للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنها الشن، تكاد تسقط، ورأيت في بيتها كراحة بوري، ومحشب قصب فارسي طوله من الأرض قدر ذراعين، عليه أكفانها وستر البيت جله، وربما بوري وجب وكوز ولبد هو فراشها وهو مصلاها. وكانت إذا ذكرت الموت انتفضت وأصابتها رعدة، وإذا مرت بقوم عرفوا فيها العبادة.

وقال لها رجل: ادعي لي، فالتصقت بالحائط وقالت: من أنا يرحمك الله، أطع ربك وادعه فإنه يجيب دعوة المضطر.

قال مؤلف الكتاب [١] : كانت رابعة محققة [٢] فطنة، ومن كلامها الدال على قوة فهمها قولها: استغفر الله من قلة صدقي في قولي أستغفر الله.

وكان سفيان الثوري يقول: مروا بنا إلى المؤدبة التي لا أجد من أستريح إليه إذا فارقتها. وقال يوما بين يديها: وا حزناه، فقالت: لا تكذب، قل: وا قلة حزناه، لو كنت محزونا ما هناك العيش.

وقيل لها: هل عملت عملا ترين أنه يقبل منك؟ فقالت: إن كان فمخافتي أن يرد علي.

وقد جمعت أخبارها في كتاب، فلهذا اقتصرت على هذا القدر ها هنا.

دفنت بظاهر القدس على رأس جبل، وقبرها يزار.

٧٢٨- زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام، أبو عقيل التميمي [٣] :

مديني سكن مصر، روى عن ابن عمر، وابن الزبير. روى عنه الليث، وابْن لهيعة وآخر من حدث عنه رشدين، وتوفي في هذه السنة.


[١] في ت: «قال المصنف» .
[٢] في الأصل: «رابعة كانت محققة» . وما أوردناه من ت.
[٣] في الأصلين: «التميمي» . وفي كتب الرجال: «التيمي» . طبقات ابن سعد ٧/ ٢/ ٢٠٣، وطبقات خليفة ٢٩٤، والتاريخ الكبير ٣/ ١٤٧٦، والجرح والتعديل ٣/ ٢٧٨٦، وتهذيب ابن عساكر ٥/ ٣٨٥، وتاريخ الإسلام ٥/ ٢٥١، وسير أعلام النبلاء ٦/ ١٤٧، وتهذيب التهذيب ٣/ ٣٤١، وشذرات الذهب ١/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>