للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعدت عَلَيْهِ الحديث [١] عن آخره، فاستحسنه وعجب منه وقال: ما قصرت الجارية في ٥٠/ أحفظ عهد من رباها، ومَا قصر [٢] القاسم فِي فعله، ونحتاج أن/ نقوي عزمه فِي مثل هَذَا الفعل الجميل الذي هُوَ معدود فِي مفاخر أيامنا، فإذا أصبحت فاغد إِلَى أحمد بن أبي طاهر، وقل له احتسب للقاسم العجلي بثلاثة آلاف دينار من معاملاته وأنفذ لَهُ درزا يقبض المَال [٣] لذلك، واكتب أَنْت إليه وعرفه [٤] انتهاء الحال إلينا وإحمَادنا لمَا اعتمد ليزداد حرصا عَلَى انتهاز الفرص فِي مثل هَذِهِ المكرمة، فبادرت لمَا أمر به [٥] وتنجزت الدرز بالمَال وجعلته درج كتابي [٦] ، وسلمته إِلَى صاحب الحرس لينفده عَلَى البريد، فلم تمض [إلا] [٧] أيام حَتَّى عاد جوابه يشكرني، وَيَقُولُ: أمَا ثمن الجارية فوصل، واغتبطت بنعمة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فِي تعويضي إلا أنه مَال أخرجته من فضل إحسانه، ومَا أحب ارتجاعه، لكني قبلته طاعة وحملت إليك منه ألفا لقضاء حقك [٨] ، وتقدمت بتفريق الباقي منه عَلَى من بهذه الديار من بني هاشم، وأعلمتهم أن كتاب [٩] أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ورد بأنه انتهى إليه اختلال أحوالهم، فأمر بتعهدهم بذلك، فأكثروا الشكر والدعاء.

قَالَ اليزيدي: فأنهيت ذلك إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، فتهلل وجهه وقال: إنه ليسرني أن يكون مِمَّنِ [١٠] اتسع حظه من خير أيامي جمَاعة منهم [١١] القاسم بْن عيسى.

١٢٨٧- منصور بْن عمَار بْن كثير، أبو السري الواعظ [١٢] .

من أهل خراسان. وقيل: من أهل البصرة، سكن بغداد، وحدث بِهَا عن ليث بْن سعد، وابن لهيعة وغيرهما، روى عنه: أبو بكر بن علي بن حزم [١٣] .

٥٠/ ب أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ [١٤] ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي [١٥] ، / أخبرنا محمد بن


[١] في الأصل: «له الحديث» .
[٢] في ت: «ولا قصر» .
[٣] في ت: «وانفذ له روزرونا» .
[٤] «وعرفه» ساقطة من ت.
[٥] «به» ساقطة من ت.
[٦] في ت: «في كتابه» .
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] في ت: «قضا لحقك» .
[٩] في ت: «إن كانت» .
[١٠] في ت: «فيمن» .
[١١] في ت: «مثل» .
[١٢] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ١٣/ ٧١- ٧٩.
[١٣] في ت: «روى عنه ابنه حزم» .
[١٤] «القزاز» ساقطة من ت.
[١٥] في ت: «أبو بكر محمد بن علي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>