للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمس جميعها، وأظلمت الدنيا وشوهدت الكواكب [١] كلها، وسقطت الطيور في طيرانها، وكان المنجمون قد زعموا أنه يبقى سدسها فلم يبق منها شيء، وكان انجلاؤها على أربع ساعات وكسر، ولم يكن الكسوف في غير بغداد وأقطارها عاما في جميع الشمس.

وفي رجب: ورد رسول من عميد الملك يذكر أن كتاب السلطان ورد عليه بأن الخليفة إن لم يجب إلى الوصلة التي سألناها فطالبه بتسليم أرسلان خاتون إليك وأعدها معك، لأسير بنفسي وأتولى الخطاب على هذا، وأنه أراد العود من الطريق لفعل ما رسم له من [٢] / هذا، فخاف أن لا ينضبط له العسكر إذا عادوا إلى بغداد ويقول: إني قد ٣٧/ أأعدت هذا الرسول لحمل أرسلان خاتون إلى دار المملكة إلى حين اجتماعي بالسلطان وإصلاح هذه القصة، وكاتب أرسلان بمثل ذلك وبانتقالها عن الدار، فتجدد الإنزاع والخوف، ودافع الخليفة عن الجواب، وتبسط أصحاب في أشياء توجب خرق الحرمة [٣] فأظهر الخليفة الخروج من بغداد، وتقدم بإصلاح الطيار فحل صفره، ورم شعثه، وانزعج الناس من ذلك وخافوا، فنودي فيهم أنه ما يبرح فسكتوا، ثم جاء أمر السلطان إلى شحنته ببغداد يأمره بما يوجب دفع المراقبة، وقيل في ذلك، وهذا في مقابلة خرق حرمتنا، ورد أصحابنا على أقبح حال، وإلى السيدة أرسلان [٤] بالانفصال عن الدار العزيزة، والمقام في دار المملكة إلى أن يرد من يسيرها، وأدخلوا أيديهم في الجواري، فروسلوا بأن هذا يقبح فأمسكوا.

[خلع في بيت النوبة على طراد الزينبي]

وفي يوم الخميس [٥] لأربع بقين من رجب: خلع في بيت النوبة على طراد الزينبي [٦] ، وردت إليه نقابة العباسيين، وتقلد نقابة الطالبيين أبو الفتح أسامة بن أبي عبد الله بن أحمد بن على بن أبي طالب العلويّ، وانحدر من بغداد إلى البصرة،


[١] «وشوهدت الكواكب» سقطت من ص.
[٢] في الأصل: «من ذلك» .
[٣] في ص: «الحشمة» .
[٤] في ص: «رسال» وكذلك في المطبوعة.
[٥] في المطبوعة: «الخمس» .
[٦] في الأصل: «خلع على طراد الزينبي في بيت الكوفة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>