فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وكان على طريقة السلف، وانتفعت به ما لم انتفع بغيره، ودخلت عليه وقد بلى وذهب لحمه، فقال لي: إن الله لا يتهم في قضائه.
وتوفي يوم الخميس حادي عشر محرم هذه السنة، وصلى عليه أبو الحسن الغزنوي، ودفن بالشونيزية.
٤٠٩٨- عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن عثمان الشيباني، أبو المعالي، ويعرف بابن [١] البدن.
ولد سنة اثنتين وخمسين، وسمع أبا الحسين ابن المهتدي، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن النقور والزينبي، [وغيرهم] [٢] وحدثنا عنهم، وكان سماعه صحيحا، وكان عبدا صالحا سريع الدمعة.
وتوفي ليلة الخميس لليلة بقيت من جمادى الأولى من هذه السنة.
٤٠٩٩- علي بن طراد بن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي، ويكنى أبا القاسم
[٣] :
ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة، سمع أباه وعمه أبا نصر، وأبا طالب، وأبا محمد التميمي، وأبا القاسم بن بشران، وابن السراج، وابن النظر، وولى نقابة النقباء ولاه المستظهر وخلع عليه ولقبه الرضا ذا الفخرين، وهي ولاية أبيه، وركب معه ثم وزر للمسترشد والمقتفي وأبوه طراد ولى نقابة النقباء، وأبوه أبو الحسن محمد ولى نقابة النقباء، وأبوه أبو القاسم علي ولي نقابة النقباء، وأبوه أبو تمام كان قاضيا.
وتقلبت بعلي بن طراد أحوال عجيبة من ولاية وعزل إلى أن خرج مع المسترشد ١٥/ أوهو/ وزيره لقتال الأعاجم فأسر هو وأرباب الدولة ثم أطلقوا ووصل إلى بغداد وأشار بعد قتل المسترشد بالمقتفي ووزر له ثم تغير المقتفي عليه فاستجار بذلك السلطان إلى أن سئل فيه وأعيد إلى بيته.
[١] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب ٤/ ١١٦ وتذكره الحفاظ ١٢٨٣) .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٣] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب ٤/ ١١٧، والكامل ٩/ ٣٣٠، والبداية والنهاية ١٢/ ٢١٩، والنجوم الزاهرة ٥/ ٢٧٣، والأعلام ٤/ ٢٩٦) .