ثُمَّ نهض طالبا بثأر أَبِيهِ، فلقي «فراسياب» ، فقتل بينهما مائة ألف، ثُمَّ ظفر «بفراسياب» فقتله.
ثُمَّ زهد فِي الْمَلِك وتنسك بَعْد أَن ملك مملكة الفرس ستين سَنَة، وأعلم الوجوه من أهله بذلك، فجزعوا وتضرعوا إِلَيْهِ أَن لا يفعل، فلم يقبل منهم.
قَالُوا: فسم لنا من يملك. وَكَانَ «لهراسب» حاضرا، فأشار إِلَيْهِ، فلما ولي الأمر بنى مدينة بَلْخ وأقام بها يقاتل الترك. ودُونَ الدواوين، وعمر الأَرْض، وجبى الخراج، وَكَانَ بعيد الهمة، محمود السيرة، تقر لَهُ الملوك بأنه ملكهم، وفي زمانه بعث «أرميا»
أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي، قال: أخبرنا أبو علي بن دوما، قال: أخبرنا مخلد بن جعفر، قال: أخبرنا الحسن بن علي القطان، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيسى العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حذيفة إِسْحَاق بْن بشر القرشي، قَالَ:
حَدَّثَنَا إدريس، عن وهب:
أَن أرمياء كَانَ غلاما من أبناء الملوك، وَكَانَ زاهدا، وَلَمْ يكن لأبيه ابْن غيره، وكان أبوه يعرض النكاح، وَكَانَ يأبى مخافة أَن يشغله عَنْ عُبَادَة ربه، فألح عَلَيْهِ أبوه وزوجه في أهل بَيْت من عظماء أَهْل مملكته، فلما دخلت عَلَيْهِ امرأته، قَالَ لَهَا: يا هذه، إني مسر إليك أمرا فَإِن كتمته عَلِي وسترته سترك اللَّه فِي الدنيا والآخرة، وإن أَنْتَ أفشيته قصمك
[١] مكان العنوان بياض في الأصل، وما أوردناه من المختصر.