للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بدعته المضلة باستتابته منها، وشهّد عليه الحكام والشهود والمقبولين عند الحكام بترك ما أوقع [١] نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه، فلم يأت بطائل، ولم تكن حجته قوية ولا ضعيفة، فاستوهب أبو بكر تأديبه [٢] من السلطان عند توبته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينًا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إمامًا.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي [بن ثابت] [٣] قال: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد [المستملي] [٤] قال: سمعت [أبا] [٥] أحمد الفرضي غير مرة يقول: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكأن ابن مقسم قد ولي ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره من القراءات. توفي أبو بكر بن مقسم يوم الخميس لثمان خلون من ربيع الآخر من هَذِهِ السنة.

٢٦٤٦- محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه بن موسى، أبو بكر المعروف: بالشافعي

[٦] .

ولد بجبل سنة ستين ومائتين وسكن بغداد، وسمع محمد بن الجهم، وأبا قلابة الرقاشي، والباغندي، وخلقا كثيرا، وكان ثقة ثبتًا، كثير الحديث حسن التصنيف، قد روى الحديث قديما فكتب عنه في زمان ابن صاعد، روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وغيرهما من الأئمة، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان حدثنا ابن الحصين [٧] ، عن ابن غيلان عنه.


[١] من الأصل: «ما وقع» .
[٢] من الأصل: «زكريا ذنبه» .
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ٥/ ٤٥٦، والبداية والنهاية ١١/ ٢٦٠) .
[٧] من الأصل: «أبو طالب غيلان من الحجي عنه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>