للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعَبْد المطلب بمثل جميع ما أمر لهم، وَقَالَ له: يا عَبْد المطلب، إذا شب مُحَمَّد وترعرع فأقدم عَليّ بخبره. ثم ودعوه وانصرفوا إِلَى مكة.

وكان عَبْد المطلب يقول: لا تغبطوني بكرامة الملك إياي دونكم، وإن كان ذلك جزيلا، وفضل إحسانه إلي، وإن كان كثيرا، اغبطوني بأمر ألقاه إلي فما فيه شرف لي ولعقبي من بعدي فكانوا يقولون له: ما هو؟ فيقول لهم: ستعرفونه بعد حين.

فمكث سيف باليمن عدة أحوال، وإنه ركب يوما كنحو ما كان يركب للصيد، وقد كان اتخذ من السودان نفرا يجهزون بين يديه بحرابهم، فعطفوا عَلَيْهِ يوما فقتلوه، وبلغ كسرى أنوشروان فرد إليها وهرز [١] وأمره أن لا يدع أسود إلا قتله [٢] .

قَالَ مؤلف الكتاب: وقد روي لنا أن هَذِهِ الوفاة إِلَى ابن ذي يزن كانت فِي سنة ثلاث من مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روينا ذلك عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [٣] ، والرواية التي ذكرنا آنفا أصح، لأن فِي الروايتين يقول عَبْد المطلب: توفي أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه. وأم رسول الله لم تمت حَتَّى بلغ ست سنين

. ذكر الحوادث التي كانت فِي سنة ثمان من مولده صلى الله عليه وسلم

[٤]

منها: موت عَبْد المطلب:

رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ عن عبد الله بن أبي بكر قال: كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يُوصِي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ. وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ وَعَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَا لأُمٍّ [وأب] [٤] .


[١] في ألوفا: «هرمز» .
[٢] الخبر أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٩- ١٤ عن أبي زرعة بن سيف بن يزن. وكذلك أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ٥٢- ٦٠. وابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٣٢٨- ٣٣٠. وابن الجوزي في ألوفا برقم ١٤١، ١٤٢.
[٣] ألوفا برقم ١٤٢.
بياض في ت مكان: «ذكر الحوادث التي كانت فِي سنة ثمان من مولده صلى الله عليه وسلم» .
[٤] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>