للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أموال مروان، فذهب بهما إلى مروان، فقَالَ: هو كان أوصل لنا منه إليه، وكف عن قبض أموال سعيد.

وفِي هذه السنة عزل معاوية سمرة بن جندب عن البصرة وولى عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن غيلان [١]

وكان سمرة خليفة زياد على البصرة، فلما مات زياد أقره معاوية ستة أشهر ثم عزله، فقَالَ سمرة بن جندب: والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا

. وفِي هذه السنة ولى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان [٢]

وذلك أنه لما مات زياد، وفد عبيد الله على معاوية، فقَالَ له معاوية: من استخلف أخي على عمله بالكوفة؟ قَالَ: عَبْد اللَّهِ بن خالد بن أسيد، قَالَ: وعلى البصرة سمرة بن جندب، فقَالَ: لو استعملك أبوك لاستعملتك.

وكان معاوية إذا أراد أن يولي رجلا من بني حرب ولاه الطائف، فإن رأى فيه ما يعجبه ولاه مكة معها، فإن أحسن الولاية جمع له معها المدينة، فكان إذا ولى الطائف رجلا قيل: هو فِي أبي جاد [٣] ، وإذا ولاه مكة قيل: هو فِي القرار، فإذا ولاه المدينة قيل: هو قد حذق.

فولى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان وهو ابن خمسة وعشرين سنة، فقدمها وقطع النهر إلى جبال بخارى، ففتح راميثن، ونصف بيكند- وهما من بخارى- ولقي الترك ببخارى ومع ملكهم أمرأته، فلما هزمهم الله أعجلها المسلمون عن لبس خفيها، فلبست أحدهما وبقي الآخر، فأصابه المسلمون، فقوموا الجورب بمائتي ألف درهم.

وأقام بخراسان سنتين.

وفيها: حج بالناس فِي هذه السنة/ مروان بن الحكم وكان هو على المدينة، ١٠٨/ ب


[١] تاريخ الطبري ٥/ ٢٩٥.
[٢] تاريخ الطبري ٥/ ٢٩٥.
[٣] أي: في أول الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>