للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال محمد بن سعد: كان الأحنف صديقا لمصعب بن الزبير، فوفد عليه الكوفة ومصعب واليها، فتوفي عنده فرئي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء [١] .

٤٤٣- ظالم بن عمر [٢] بن سفيان، أبو الأسود الدؤلي [٣] :

قال يوسف بن حبيب: الدول من بني حنيفة ساكن الواو، والديل عبد القيس ساكنة الياء، والدؤل في كنانة رهط أبي الأسود الدؤلي.

وقد روى أبو الأسود عن عمر، وعلي، والزبير، وأبي ذر، وعمران بن حصين.

واستخلفه عبد الله بن عباس لما خرج من البصرة، فأقره علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان يحب عليا رضي الله عنه الحب الشديد، وهو القائل [٤] :

يقول الأرذلون بنو قشير ... طوال الدهر لا تنسى عليا

أحب محمدا حبا شديدا ... وعباسا وحمزة الوصيا

فإن يك حبهم رشدا أصبه ... ولست بمخطئ إن كان غيا

وهو أول من وضع النحو. قال محمد بن سلام: أول من أسس العربية ووضع قياسها، فوضع باب الفاعل والمفعول به، والمضاف، وحروف الرفع والنصب والجر والجزم، وأخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر.

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أخذ أبو الأسود عن علي بن أبي طالب العربية، فكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي إلى آخر حتى بعث إليه زياد: اعمل شيئا يكون إماما نعرف به كتاب الله، فلم يفعل حتى سمع قارئا يقرأ: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ٩: ٣ [٥] فقال: ما ظننت أن/ أمر الناس قد صار إلى هذا. وقال لزياد: أبغي كاتبا لقنا يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس، فلم يرضه، فأتي بآخر، فقال له أبو


[١] الخبر في طبقات ابن سعد ٧/ ١/ ٦٩.
[٢] هكذا في الأصول، وفي ابن سعد والأغاني: «ابن عمرو» .
[٣] طبقات ابن سعد ٧/ ١/ ٧٠، والأغاني (دار الكتب العلمية) ، ١٢/ ٣٤٦، وصبح الأعشى ٣/ ١٦١، ووفيات الأعيان ٧/ ٢٤٠، والإصابة ٤٣٢٢، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٧/ ١٠٤، وإنباه الرواة ١/ ١٣، وخزانة البغدادي ١/ ١٣٦.
[٤] الأبيات في الأغاني ١٢/ ٣٧٢.
[٥] سورة: التوبة، الآية: ٣. وحكم رسوله الرفع هنا موضع الخطأ في اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>