للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عنه صعصعة [فقَالَ له: ائت معاوية وقل له] [١] : إنا سرنا إليك ونحن نكره قتالكم قبل الإعذار إليكم، وإنك قدمت خيلك ورجالك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك، وبدأتنا بالقتال ونحن من رأينا الكف عنك حتى ندعوك، وهذه أخرى قد فعلتموها، قد حلتم بين الناس وبين الماء، فابعث إلى أصحابك فليخلوا بين الناس وبين الماء حتى ننظر فيما بيننا وبينكم، فإن كان أعجب إليك أن نترك ما جئنا له ونترك الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب.

فقَالَ معاوية لأصحابه: ما ترون؟ فقَالَ الوليد بن عقبة: امنعهم الماء كما منعوه [عُثْمَان] [٢] بْن عَفَّانَ، حصروه أربعين صباحا يمنعونه برد الماء ولين الطعام. وقَالَ عمرو بن العاص: خل بينهم وبين الماء، فإن القوم لن يعطشوا وأنت ريان. وقَالَ عَبْد اللَّهِ بن أبي سرح: امنعهم الماء [إلى] الليل، فإنهم إن لم يقدروا عليه رجعوا، وكان رجوعهم فلّا لهم. فقال صعصعة: إنما يمنعه الله عز وجل يوم القيامة الكفرة الفسقة أولي الفجور وشربة الخمور، فتواثبوا إليه يشتمونه ويتهددونه، فقَالَ معاوية:

كفوا عن الرجل فإنه رسول [٣] .

ثم بعث من يردهم عن الماء، فأبرزهم علي إلى القتال فاقتتلوا، فغلب أصحاب علي رضي الله عنه على الماء، فقَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خذوا من الماء حاجتكم وارجعوا، وخلوا عنهم، ففعلوا.

[[دعاء علي معاوية إلى الطاعة والجماعة]]

[٤] ومكث علي يومين لا يرسل إلى معاوية ولا يرسل إليه معاوية، ثم أرسل إليه علي رسولا يدعوه إلى الله وإلى الطاعة، فأتاه فقَالَ: إن الدنيا عنك زائلة، وإنك راجع إلى الآخرة، وإن الله جازيك بما قدمت يداك، وإننا ننشدك الله أن تفرق جماعة هذه الأمة وأن تسفك دماءها بينها، فقَالَ للمتكلم: هلا أوصيت صاحبك بذلك؟ فقال: إن


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري ٤/ ٥٧١.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٣] تاريخ الطبري ٤/ ٥٧٢.
[٤] تاريخ الطبري ٤/ ٥٧٣. والعنوان غير موجود في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>