للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقع طاعون بالكوفة فبدأ زياد، فخرج من الكوفة، فلما ارتفع الطاعون رجع فخرج طاعون بأصبعه. قَالَ سليم: فأرسل إلي فأتيته، فقَالَ: يا سليم، أتجد ما أجد من الحر؟ قلت: لا، قَالَ: والله إني لأجد فِي جسدي حرا كأنه النار، واجتمع إليه مائة وخمسون طبيبا، منهم ثلاثة من أطباء كسرى، فخلا سليم بطبيب [١] من أطباء كسرى فسأله عنه، فقَالَ له الطبيب ما به وهو ميت، فمره بالوصية.

٣٧١- صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم: [٢] .

كان يَحْيَى الموءودة فِي الجاهلية، ثم جاء الإسلام فأسلم.

روى أبو عبده، عن عقَالَ بن شبة، قَالَ: قَالَ صعصعة: خرجت باغيا ناقتين لي فرفعت لي نار فسرت نحوها وهممت بالنزول، فجعلت النار تضيء مرة وتخبو أخرى، فلم تزل تفعل ذلك حتى قلت: اللَّهمّ لك علي إن بلغتني هذه النار أن لا أجد أهلها يوقدونها لكربة: إلا فرجتها عنهم، قَالَ: فلم أسر إلا قليلا حتى أتيتها، فإذا حي من بني أنمار، وإذا بشيخ يوقدها فِي مقدم بيته، والنساء قد اجتمعن إلى امرأة ماخض قد حبستهن ثلاث ليال، فسلمت، فقَالَ الشيخ: من أنت؟ فقلت: أنا صعصعة بن ناجية، فقَالَ: مرحبا بسيدنا، ففيم أنت يا بن أخي؟ فقلت: فِي بغاء ناقتين لي، قَالَ: قد وجدتهما بعد أن أحيى الله بهما أهل بيت من قومك، وقد تجناهما وعطفت إحداهما على الأخرى، وهم شأنك فِي أدنى الإبل، قَالَ: ففيم توقد نارك منذ الليلة، قَالَ:

أوقدتها لامرأة ماخض قد حبستنا منذ ثلاث ليال، قَالَ: فقَالَ النساء: قد جاء الولد، فقَالَ الشيخ: إن كان غلاما فو الله ما أدري ما أصنع به، وإن كانت جارية فلا أسمعن صوتها إلا قتلتها، فقلت، يا هذا، ذرها فإنها ابنتك ورزقها على الله، فقَالَ أقتلها، فقلت: أنشدك الله، فقَالَ: إني أراك بها حفيا فاشترها مني، قلت: إني أشتريها منك، فقَالَ: ما تعطيني؟ قلت: أعطيك إحدى ناقتي، قَالَ: لا، قلت: أزيدك الأخرى، فنظر إلى ١٠٧/ ب جملي الذي تحتي، فقَالَ: / لا إلا أن تزيدني جملك هذا فإني أراه حسن اللون شاب السن، فقلت: هو لك على أن تبلغني أهلي، قَالَ قد فعلت. فابتعتها منه، وأخذت عليه


[١] في الأصل: «فخلا طبيب بطبيب» .
[٢] طبقات ابن سعد ٧/ ١/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>