للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧١٩- عبد الحميد بن يحيى بن سعيد، مولى بني عامر بن لؤي، الكاتب، كاتب مروان بن محمد [١] :

كان الأساس في البلاغة، رسم رسومها، وأصل أصولها، وفرع فروعها، وقد كان قبله سالم مولى سعيد بن عبد الملك مقدما في هذه الصناعة إلا أنه دون عبد الحميد، وكان متصلا في حداثته بعبد الله بن مالك الثقفي كاتب الوليد بن عبد الملك، فتأدب وبرع، ثم اتصل بمروان بن محمد قبل الخلافة فغلب عليه، فكان يخط بين يديه قبل الخلافة أحسن خط، ولا ينتحل شيئا من البلاغة، ثم قام في الخلافة مقام الوزير.

أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر بْن ثَابِت، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلي بْن علي، قال: حدثنا محمد بن عمر المرزبان، قال: حدثنا علي بن سليمان الأخفش، قال: قال أحمد بن يوسف الكاتب:

رآني عبد الحميد بن يحيى وأنا أكتب خطا رديئا، فقال: إن أردت أن تجود خطك فأطل جحفتك [٢] واشممها، وحرف قطتك وأيمنها.

قال علماء السير: انقرض ملك بني أمية على أربعة لم يجتمع مثلهم في دولة:

مروان بن محمد بن الحكم في شجاعته وسياسته، وعبد الحميد في كتابته وبلاغته، ويزيد بن عمر بن هبيرة في تدبيره وصحة رأيه، ونصر بن سيار في صولته وضبطه وبعد صوته.

٧٢٠- عمر بن المنكدر:

كان من العباد المجتهدين، وقوام الليل.

أخبرنا عبد الوهاب [الحافظ بإسناده] [٣] ، عن [بن] أبي بكر الرشي، قَالَ:

حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا العلاء بن عبد الجبار، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قالت أم عمر بن المنكدر لعمر:


[١] البداية والنهاية ١٠/ ٥٥، ووفيات الأعيان ١/ ٣٠٧.
[٢] كذا في الأصل، وفي ت: «خلقتك» . وفي البداية: «جلفة قلمك» . وهي أصح.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>