للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ لَهُ [بعض] [١] إخوانه: كيف تجدك؟ قَالَ: أجدني بحال الموت، قَالَ: أفتجد يا أبا عَبْد اللَّه كربا شديدا؟ قَالَ: فبكى ثُمَّ قال: [إن ذلك، ثُمَّ قَالَ: إن ذلك، ثُمَّ قَالَ:] [٢] ينبغي للمؤمن أن يسلو عن كرب الموت وألمه لما يرجو من السرور فِي لقاء اللَّه [عز وجل] [٣] .

٨١٠- عَبْد اللَّه بْن عون بْن أرطبان، يكنى أبا عون مولى عَبْد اللَّه بْن درة المزني: [٤]

كَانَ ثقة ورعا.

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْن عَلِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرو بْن حيوية، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن الفهم، قال: حدثنا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: أَخْبَرَنَا بكار، قَالَ [٥] :

مَا رأيت ابْن عون يمازح أحدا ولا يماري أحدا [ولا ينشد شعرا] [٦] ، وَكَانَ مشغولا بنفسه، وكان إذا صلى صلاة الغداة مكث مستقبل القبلة فِي مجلسه يذكر اللَّه، فإذا طلعت عليه الشمس صلى، ثُمَّ أقبل عَلَى أصحابه، وما رأيته شاتما أحدا قط عبدا ولا أمة ولا دجاجة/ ولا شاه، ولا رأيت أحدا أملك للسانه منه، وَكَانَ يصوم يوما ويفطر يوما ٧٢/ أحتى مات، وما رأيت بيده دينارا ولا درهما قط، وما رأيته يزن شيئا قط، وَكَانَ إذا توضأ لا يعينه عليه أحد، وكان يمسح وجهه إذا توضأ بالمنديل أو بخرقة، وَكَانَ طيب الريح لين الكسوة، وَكَانَ إذا خلا [٧] فِي منزله صمت ولا يزيد عَلَى الحمد للَّه ربْنا، وما رأيته دخل حماما قط، وَكَانَ إذا وصل إنسانا بشيء وصله سرا، وإن صنع شيئا صنعه سرا يكره أن يطلع عليه أحد، وَكَانَ لَهُ سبع يقرأه كل ليلة فإذا لم يقرأه بالليل أتمه بالنهار، وَكَانَ يحفي شاربه، وَكَانَ يأخذه أخذا وسطا، وَكَانَ فِي مرضه أصبر من رأيت، مَا رأيته يشكو شيئا من علته حَتَّى مات في رجب هذه السنة.


[١] ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل، وت.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٤] طبقات ابن سعد ٧/ ٢/ ٢٤.
[٥] الخبر في طبقات ابن سعد ٧/ ٢/ ٢٥.
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من ابن سعد.
[٧] في ت: «وكان إذا صلى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>