للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التراب فأبقى تحته إلى يوم القيامة ثم أوقف بين يدي الله فأخاف أن يقول لي: حبيب، هات تسبيحة واحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر بك الشيطان فيها، فماذا أقول وليس لي حيلة، أقول: يا رب هو ذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي.

قال عبد الواحد: هذا عبد الله، ستين سنة مشتغلا به ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط، فأي شيء حالنا؟ وا غوثاه باللَّه.

٦٤٦- مجمع بن سمعان، أبو حمزة [١] :

كان سفيان الثوري يرى له أمرا عظيما حتى قال: ليس شيء من عملي أرجو ألا يشوبه شيء كحبي لمجمع التيمي.

وقال سفيان: يروى عن أبي حيان [٢] التيمي أنه قال وحلف: ما من عمله شيء أوثق في نفسه من حبه من مجمع التيمي.

وكان أبو بكر بن عياش يقول: ومن كان أورع من مجمع.

ورأى مجمع في إزار سفيان خرقا فأعطاه أربعة آلاف درهم [٣] ، قال سفيان: لا أحتاج إليها، قال: صدقت، أنت [٤] لا تحتاج إليها ولكني أحتاج.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن هبة الله الطبري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل، قال: حدثنا ابن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا سفيان، قال: قال مسعر:

جاء مجمع إلى السوق بشاة يبيعها [٥] ، فقال: يخيل إلي أن في لبنها ملوحة.

قال أبو حاتم الرازي: دعا مجمع ربه عز وجل أن يميته قبل الفتنة فمات من ليلته، وخرج زيد بن علي من الغد.


[١] التاريخ الكبير ٤/ ١/ ٤٠٩، وفيه: «مجمع بن صمعان» . وقال: «كوفي ويقال: ابن سمعان» . والجرح والتعديل ٨/ ٢٩٥.
[٢] في الأصل: «كان سفيان يروي عن أبي حيان التيمي: ما من عمله» . وما أوردناه من ت.
[٣] كذا في الأصل: وفي ت «أربعة دراهم» . وهو أصح.
[٤] في الأصل: «أنك» . وما أوردناه من ت.
[٥] في ت: «جاء مجمع بشاة إلى السوق يبيعها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>