للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ذكر خلافة الراشد باللَّه

واسمه منصور، ويكنى أبا جعفر بن المسترشد، عهد إليه أبوه، وقيل أنه هم بخلعه فلم يقدر ذلك، وكان ببغداد حين قتل المسترشد بباب مراغة فكتب السلطان مسعود إلى الشحنة الذي من قبله ببغداد واسمه بكبه أن يبايع الراشد، فجاء أصحابه كالعميد والضامن، وجرت مراسلات ليدخل إلى الدار فاستقر أن يقوم من وراء الشباك مما يلي الشط، وجلس الراشد في المثمنة التي بناها المقتدي في الشباك الذي يلي الشط، وبايعه الشحنة من خارج الشباك، وذلك يوم الاثنين سابع عشرين [١] [من هذا الشهر بعد الظهر، وحضر الخلق من العلماء والقضاة والشهود والجند وغيرهم وظهر للناس] [٢] ، وكان ابيض جسيما يشوبه حمرة مستحسنا، وكان يومئذ بين يديه أولاده وإخوته، وسكن الناس ونودي في الناس ان لا يظلم أحد أحدا، وأن يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن كانت له مظلمة فليشكها إلى الديوان النبوي، وفتح باب المخزن الذي سد، وسكن الناس إلا أن النقض في السور واستيفاء الارتفاع من البلدان والتصرف القبيح من غير معترض.

فلما كان يوم الأربعاء تاسع عشرين من ذي القعدة نادى أصحاب الشحنة أن يدعى الناس من المظالم إليهم فارتابت قلوب الناس لذلك، وانزعجوا في ثاني ذي الحجة، وأقيمت الدعوة والخطبة بالجوامع، ومضى إلى كل جامع حاجب وخادم ١٣٢/ ب وأتراك، وأقاموا الخطبة للراشد، ونثرت الدنانير وجلس ابن المطلب وابن الهاروني في المخزن ينظران نيابة، وجلس أبو الرضا بن صدقة في الديوان نيابة، / وكان حاجب الباب ابن الصاحب في الباب لم يتغير.


[١] في الأصل: «سابع عشرين من هذه السنة» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>