للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هبوب ريح حارة]

وفي شعبان: هبت ريح حارة فقتلت بضعة عشر نفسا كانوا مصعدين من واسط، وخيلا كثيرة، وأهلكت ببغداد شجر الأترج والليمون.

[احتراق تربة معروف الكرخي]

وفي ليلة الأحد سلخ [١] شعبان، احترقت تربة معروف الكرخي، وكان السبب أن ٥٢/ ب القيم بها كان مريضا فطبخ له شعير، فبعدت النار/ إلى خشب وبواري هناك، وارتفعت إلى السقوف، فأتت على الكل فاحترقت القبة والساباط، وجميع ما كان، ثم أمر القائم بأمر الله بعمارة المكان.

[لحق الدواب موتان]

وفي شوال: لحق الدواب موتان، وانتفخت رءوسها وأعينها، حتى كانوا يصيدون حمر الوحش بأيديهم فيعافون أكلها، ووقع عقيب [٢] ذلك بنيسابور وأعمال خراسان الغلاء الشديد، والوباء المفرط، وكذلك بدمشق، وحلب، وحران.

وفي هذه السنة: قبل قاضي القضاة [أبو عبد الله] [٣] الدامغاني شهادة الشريف أبي الحسن محمد بن علي بن المهتدي، وأبي طاهر عبد الباقي بن محمد البزار.

وفي يوم السبت عاشر ذي القعدة: جمع العميد أبو سعد القاضي الناس على طبقاتهم إلى المدرسة النظامية التي بناها نظام الملك ببغداد للشافعية، وجعلها برسم أبي إسحاق الشيرازي بعد أن وافقه على ذلك، فلما كان يوم اجتماع الناس فيها وتوقعوا مجيء أبي إسحاق فلم يحضر، فطلب فلم يظهر، وكان السبب أن شابا لقيه فقال: يا سيدنا، تريد تدرس في المدرسة؟ فقال: نعم، فقال: [و] [٤] كيف تدرس في مكان مغصوب؟ فغير نيته فلم يحضر، فوقع العدول إلى أبي نصر بن الصباغ فجعل مكانه، وضمن له أبو منصور بن يوسف أن لا يعدل عنه، ولا يمكن أبو إسحاق من الإفساد عليه، فركن إلى قوله فجلس، وجرت مناظرة وتفرقا، وأجرى للمتفقهة لكل واحد أربعة أرطال خبز كل يوم، وبلغ نظام الملك فأقام القيمة على العميد، وظهر أبو إسحاق في مسجد


[١] في الأصل: «ثالث» .
[٢] في الأصل: «عقب» .
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>